مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة

إنّ قتل أسامة بن لادن على يد قوات أمريكية خاصة في باكستان، ربّما كان الخبر الأبرز على الصعيد العالمي لهذه السنة، وربّما كان في قائمة أبرز الأخبار لهذا القرن، لكن المشاعر المتناقضة لديّ حيال هذه الشخصية والطريقة التي قتل بها، جعلتني لا أتفاعل كثيراً مع هذا الخبر، خصوصاً في ظل ربيع الثورات التي تشهده المنطقة العربية.

ما أريد قوله هنا، هو أن هذا الرجل الذي تبنى عدة عمليات ضد الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، والتي أوقعت العديد من القتلى أغلبهم من المدنيين، لم يسهم في دعم قضايا المسلمين والعرب بأقل تقدير، بل ربّما أضر كثيراً بسمعة الإسلام الدّين الذي ترك الإختيار متاحاً لجميع الناس (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، حيث إن الشعوب الغربية ليست عدوة لنا بل سياسات هذه الدول الغربية المنحازة ضد قضايانا، ربّما دغدغت صورة أمريكا وهي تتقهقر بعد عمليات الحادي عشر من سبتمبر (وليس الضحايا الذي سقطوا) مشاعرنا، وأحييت في أنفسنا آمال النصر على أعدائنا، لكن النصر لا يأتي عن طريق التفجيرات بل بالعلم والعمل.

بالتأكيد أمريكا لم تهزم بعد هذه العمليات، ونحن لم نحرز أي نقطة على أرض الواقع لصالحنا، هذا اذا لم نذكر الحروب الهوجاء التي قامت بها أمريكا للإنتقام في أفغانستان والعراق وباكستان، وما خلفته من مئات آلآف الضحايا جلهم من المدنيين، وما صاحب هذه الحروب من دمار كبير وتشريد للملايين، ربّما لم ترغب أمريكا بجلب أسامة بن لادن إلى أرضيها حياً ومحاكمته، فقتلته بدم بارد ورمت جثته في البحر كأنه لم يكن، وفي ذلك أيضاً استخفاف بمشاعر المسلمين.

إن عدونا الأول هو إسرائيل التي تحتل الأرض وتهلك الحرث والنسل، لماذا لم يوجه عملياته ضد إسرائيل؟ ستكون عندئذ مقاومة مشروعة للمحتل، إن الطريق إلى النصر لا يبدأ بمحاربة طواحيين الهواء بالسيف، فنحن أولاً لم نعد لأعدائنا شيئاً من القوة ومن رباط الخيل لنرهبهم به، لسنا أكثر من شرذمة متناعرة فيما بينها، كثرت عدّتنا وقلّت بركتنا.

الرّجل أصبح الآن عند ربّه، لكّن كلفة حروب العقد الماضي وتلك الطاقات التي أهدرت، ربّما كان الأجدى أن توظف لتحقيق التنمية والتقدم لصالح الشعوب العربية والشعوب المسلمة.