أعلن انضمامي للجيش الحر ولكن..

ربما الشيء الوحيد الذي تتفق حوله المعارضة السورية هو اسقاط النظام، وأكثر ما يشتتها هو الكيفية، ولا أعتقد أن أياً منا – كل سوري يسعى لاسقاط النظام – لا يتمنى أن يسقط هذا النظام بثورة سلمية بيضاء دون دماء، لكن ما دفع البعض في بداية الثورة للتحول نحو استخدام القوة للدفاع عن النفس بداية، ومن ثم شن هجمات مضادة فضلاً عن العمل على عسكرة الثورة كنهج لاسقاط النظام، هو اقتناعهم بعدم جدوى الحلول السياسية، وعدم جدية الدول الداعمة للثورة بأي تحرك جدي لاسقاط النظام، إلا من رحم ربي، يوماً بعد يوم تحول البعض إلى جيش حر يعد بالعشرات ثم بالمئات، والآن هم بالآلآف، واليوم أنا على قناعة أكيدة بأن السبيل الوحيد لقلب موازين القوى لمصلحة الثورة، هو دعم الجيش الحر لاسقاط النظام بالقوة، ويتحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن عسكرة الثورة وعن كل نقطة دم من جميع الأطراف، فنحن كشعب سوري إما ثوار ضد النظام لإقتناعنا بوحشيته وعدم شرعيته، وإما صامتين والكثير منهم دفع ثمن هذا الصمت، وإما ندافع عن هذا النظام لخوفنا من المجهول، أو للأكاذيب ضللنا بها، وأيضا دفعوا ثمن جهلهم وغبنهم، الشعب السوري بكامله دفع ويدفع ثمن استماتة هذا النظام للحفاظ على السلطة، ما أود قوله أنه يجب على جميع أطياف الشعب السوري اليوم الإنضمام إلى الجيش الحر ودعمه بكل الوسائل الممكنة، فهو السبيل الوحيد لنيل الحرية الحمراء، لكن من جانب آخر أطالب قيادات الجيش الحر أن يضعوا مبادئ أساسية لأهداف الجيش الحر ووميثاق شرف يلتزم به حتى اسقاط النظام وتسليم السلطة إلى حكومة منتخبة، والتأكيد على مسؤوليته في حماية الأقليات، ومؤسسات الدولة، وكيفية التعامل مع رموز النظام ومجرميه وكيفية محاسبتهم، وأيضا التأكيد على حماية مؤيدي النظام من أي عمليات انتقامية، كلنا يعلم أنه يوجد من يؤيد النظام لأهداف كثيرة، فلا يجب أن يعتدى على أحد منهم بأي حال من الأحوال، وكل المحاسبات يجب أن تكون تحت سلطة قضائية نزيهة، وأيضاً وضع تصور للمرحلة السياسية الانتقالية، والدستور الذي سيتم العمل به، وكيفية تشكيل الحكومة المؤقتة، ودور المعارضة السياسية في الداخل والخارج، الانتخابات التشريعية، كتابة دستور جديد، إعادة بناء الجيش الوطني، أمور كثيرة وصعبة جداً، يجب على قيادة الجيش الحر، وضع خارطة طريق واضحة متفق عليها من قياداته، تلبي أهداف الثورة باقامة دولة مدنية وليست عسكرية ديمقراطية لكل السوريين.

خلاصة القول أن الشعب السوري يتجه يوماً بعد يوم إلى الايمان بحتمية عسكرة الثورة كسبيل وحيد لاسقاط النظام، وعليه فالجيش الحر مطالب بوضع  خارطة طريق واضحة لما بعد اسقاط النظام وصولاً لتحقيق أهداف الثورة، تطمئن السوريين أن من سيتولى زمام الأمور بعد سقوط النظام جيش منظم قادر على إدارة المرحلة الانتقالية وليس مليشيات مشتتة تسعى إلى مصالح شخصية قد تقوم بعمليات انتقامية تنسف كل ما قامت الثورة من أجله.

تسليح الثورة السورية؟

Photo

منذ شهر أغسطس آب الماضي إلى اليوم لم أستطع الإجابة عن هذا السؤال العنيد، وهو ما دفعني إلى التريث في نشر المزيد من التدوينات حتى أصل إلى إجابة حاسمة، وفي خلال الشهور الطويلة الماضية تنقلت كثيراً بين أفكار ضرورة تسليح الثورة السورية لإسقاط النظام، أو الحفاظ على سلميتها، وهناك الكثير من الدوافع للأخذ بكلا الأمرين، ولكل منهما الكثير من المآخذ أيضاً، وحيث أنني لم أهتدي إلى الحل الأمثل حتى الآن! فلن أدخل في تحليل إيجابيات وسلبيات كلٍ من الأمرين، بل سأقوم بتحديد معالم هذا الحل وذلك بتحديد أهداف الثورة العاجلة، حيث أنه لا يوجد صعوبة بتحديد أهداف الثورة الآجلة، في اعتقادي إن أهم أهداف الثورة العاجلة هي إسقاط رموز النظام القائم وخاصة هؤلاء اللذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب، والهدف الثاني والذي لا يقل أهمية عن سابقه هو الحفاظ على مقومات الدولة السورية ووحدتها وإستقلالها وسيادتها.

ما دفعني اليوم إلى الكتابة وبشدة، زيارة كل من السناتور الجمهوري جون مكين والسناتور المستقل جوزيف ليبرمان إلى مخيم للنازحين على الحدود السورية التركية، ودعوتهما إلى تسليح المعارضة السورية لانهاء حملة القمع التي يشنها بشار الاسد، لا أعتقد أن هذه الدعوة جاءت من حرصهما على الشعب السوري وحزنهما على ضحاياه، وهما من أقوى صقور الكونغرس الأمريكي وأكثر النواب دعماً لإسرائيل، إسرائيل التي هي شيفرة لغز استعصاء الثورة السورية، لا شك بأن النظام السوري قدم لإسرائيل أثمن المنح الدولية التي تقدم لها، وهي منحة الأمن لأكثر من أربعين سنة، وبالتالي فإن إسرائيل تدعم بقاء النظام السوري بلا شك طالما كان هذا النظام قوياً ومستقراً، لكن منذ انطلاق الربيع العربي واستلام الإسلاميين للسلطة في دول الثورات العربية (وهنا أشير إلى أنني لست معهم ولست ضدهم، ليكن حكمنا عليهم من خلال ما سيقومون به)، فليس من مصلحة إسرائيل إستبدال النظام السوري بسلطة ديمقراطية إسلامية إلى حد ما، تحكم بلد فتياً، قادراً على أن يكون قوياً في زمن قصير، عندما تتيقن إسرائيل من حتمية سقوط نظام الأسد، فإنها تريد بكل تأكيد أن يكون ذلك بسيناريو حرب مدمرة تنهك مقدارت الدولة، حتى يكون من الصعب على أحد أن يقوم ببناء دولة قوية على حدودها الشمالية، وعليه فإن هذه الدعوات هي مقدمة لما تخطط له إسرائيل، وسواء فاز أوباما أو مترومني أو غيرهما بانتخابات الرئاسة الأمريكية، فسيكون من أولى مهام الرئيس الأمريكي المنتخب في الربيع المقبل، هو تنفيذ ضربة عسكرية مشابهة لما حصل في جمهورية يوغسلافيا السابقة، بعد أن تكون سورية قد دمرت أو تكاد، لتأتي بحكومة فاسدة بعدها، تجعلنا نترحم على أيام نظام الأسد.

أنا لست متشائماً بطبيعتي، لكننا يجب أن نكون حذرين، باعتقادي أن الحل الصحيح لا بد أن يكون من الداخل، ومن الداخل فقط، كل ما أرجوه هو أن تستطيع فئة وطنية شريفة من الجيش السوري، القيام بانقلاب عسكري على حكم عائلة الأسد، وتجنيب سورية الكثير من المخاطر التي تحاك لها، كان الله في العون!

جديد الخطاب الرابع: لا جديد!

20110821-224101.jpg

ربما يكون السبب الذي حمل الرئيس السوري بشار الأسد على إجراء هذه المقابلة للمرة الأولى منذ توليه السلطة مع التلفزيون الحكومي، هو عدم وجود رسالة مباشرة لتوجيهها لطرف بعينه، فاختار التحدث مع صحفييه للإجابة على أسئلتهم المعلبة، لإرسال رسالة غير مباشرة ربما للجميع، جديدها أن لا جديد لدى النظام السوري، رداً على استمرار التحركات الشعبية والتي ترافقت مع تحركات إقليمية ودولية تجاهه، والتي من أبرزها سحب السفراء ومطالبة الرئيس بالتنحي، وما يفهم من الكلام المكرر الذي جاء به هو تحدي لجميع الأطراف، وأن هذا النظام مستمر حتى النهاية بقمع كل الأصوات الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة، وهذا حقيقةً ما يثير القلق، أنه بغياب أي صوت للعقل والمسؤولية الوطنية داخل هذا النظام، فإنه مع الأسف لن يكون هنالك حل قريب يحقق مطلب الشعب باسقاط النظام، أو رغبة النظام بسحق جميع الأصوات المعارضة له، وهو ما قد يفتح الباب لتداخلات خارجية غير مرغوبة لكلا الطرفين، قد تأخذ شكل التدخل العسكري، مما سيزيد من الفاتورة التي يدفعها الشعب السوري لنيل مطالبه المشروعة.

شخصياً لا أرى نهاية لهذا الحراك إلا بتحقيق الشعب لمطالبه مهما كلف من ثمن، فليس هنالك ثمن باهظ للحرية والكرامة، لكن هناك أيضاً احتمال لنشر الفوضى في سورية من قبل أطراف خارجية لا يعنيها أبداً وجود دولة ديمقراطية قوية في هذا البلد، ولمنع هذا فإن الأمر يتوقف على عاملين رئيسيين، الأول هو وعي الشعب السوري بأن مستقبله هو تحت سقف هذا الوطن الذي يتسع للجميع، لا يتم فيه التفريط بالسيادة الوطنية مقابل أية مصالح حزبية أو فئوية أو شخصية، والعامل الثاني هو صحوة أطراف لديها القدرة على منع تدهور الوضع الداخلي لما قد يؤدي إلى تداخلات خارجية، وذلك بتغليب مصالحهم الشخصية في استمرار دعمهم لهذا النظام لصالح المصلحة الوطنية  العليا.

هل أنت أحد شباب الثورة؟ أم منافق يتغطى بالثورة!

ليتسع صدرك لأسئلتي:

  • هل أنت مع العرب ضد العجم؟

  • هل أنت مع المسلمين ضد الأقباط؟

  • هل أنت مع الجيش ضد المدنيين؟

  • هل أنت مع القبائل العربية ضد الأمازيغ؟

  • هل أنت مع الإخوان ضد اليساريين؟

  • هل أنت مع إيران ضد السعودية؟

  • هل أنت مع السنة ضد الشيعة؟

  • هل أنت مع الأكراد ضد العرب؟

  • هل أنت مع السنة ضد العلوية؟

  • هل أنت مع حزب الله ضد الحريري؟

  • هل أنت مع الدروز ضد المسيحية؟

  • هل أنت مع العلمانيين ضد المتدينين؟

  • هل أنت مع الإسلاميين ضد الملحدين؟

  • هل أنت مع التركمان ضد الأرمن؟

  • هل أنت مع الوهابية ضد اليزيدية؟

  • هل أنت مع فتح ضد حماس؟

  • هل أنت مع ………..؟

إن كان جوابك على أحد هذه الأسئلة أو عكسها أو ما شابهها: نعم، فاعلم يا هذا أنك منافق تتغطى بالثورة!

وإن كان جوابك لا على كل ما ذكر أو عكسه أو ما شابهه، فاعلم يا عزيزي أنك أحد شباب هذه الثورة.

فأنت لست مع طرف ضد طرف، بل أنت مع الشعب، الشعب بكل ألوانه وأطيافه، وأعراقه وأديانه، وطوائفه ومذاهبه، ومتدينيه وملحديه، وشيوخه ومطارنته، وحاخاماته ورجالات دينه، ويسارييه ويمينيه، ومحافظيه ومصلحيه، وعربه وعجمه، ومدنييه ومجنديه، …إلخ

وعليك تقع مسؤولية المحافظة على الثورة، بأن تبقى حيادية تحترم جميع الأطراف، وأن تكون ضد المنافقين والمخادعين، وضد الإقصاء والتفرد، وضد العنف والإنتقام، لبناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية لا تقسم على أسس عرقية أو طائفية، يتساوى فيها الجميع أمام القانون، ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، تحترم حرية مواطنيها في الرأي والمعتقد والثقافة، واعلم أن إسقاط النظام هو أسهل خطوة في الثورة، بل هو بداية الطريق وليس نهايته، وأن بناء هذه الدولة يتطلب جهداً كبيراً وتعاوناً وتفهماً وتقبلاً وإنفتاحاً على الآخر، من شركاء الوطن وليس من أعدائه في الخارج أيما كانوا.

عن زيارة سفيري الولايات المتحدة وفرنسا إلى مدينة حماه المحاصرة

في حين لا تزال مواقف الدول الغربية من الثورة الشعبية في سورية محايدة في أحسن الأحوال، إن لم نقل أنها لا تزال تقف مع النظام السوري ضمنياً، فإن زيارة سفيري الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلى مدينة حماه المحاصرة من قبل قوات الجيش والأمن السوري، تهدف بشكل أساسي إلى توجيه رسالة واضحة للنظام السوري، بأن إرتكاب أي حماقة جديدة في حماه، سوف يحرج الدول الغربية أمام مجتمعاتها والمنظمات المدنية فيها، وسيؤدي إلى زيادة الضغط عليها للتخلي عن دعمها لهذا النظام.

كما هو معلوم فإن النظام السوري لم يأتي إلى سدة الحكم عبر صناديق الإقتراع، ولم يحظى بالشرعية البرلمانية عبر التصويت بمنح الثقة له في مجلس الشعب، ولا تتعدى شرعيته الداخلية أكثر من المستفيدين من فساد هذا النظام المالي والإداري، وبعض المخدوعين بكذبته بأنه حامي الأقليات من همجية الشعب، متناسين أن سورية هي بلد الحضارات والتعايش لأكثر من عشرة آلآف من السنين، إنما يستمد هذا النظام شرعيته من الأنظمة العربية والإقليمية والتي بأغلبها دكتاتورية مستبدة ولا تعبر عن توجهات شعوبٍ حرة، ورضا وقبول دولي وغربي عن الدور الذي يقوم به هذا النظام في المنطقة، عن طريق محافظته على حالة اللاحرب واللاسلم ومنح الوقت لإسرائيل لتقوم بالقضاء على أي أمل لشعوب المنطقة في التحرر والحرية، والذي بدوره استطاع تقوية حجة استمراريته في هذه اللعبة القذرة لديهم، عن طريق إجادته اللعب على الخيوط والمصالح المتشابكة في منطقة مليئة بالصراعات، وهذه الدول أي الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لا تزال ترى في هذا النظام فائدة لمصالحها، مقارنة ببديل مجهول قد تأتي به الثورة الشعبية، ولذلك فهي لا تزال رغم التصريحات الإعلامية، تمنح هذا النظام الوقت للقضاء على الحراك الشعبي في إطار قمع معقول، لا يقلب عليها الرأي العام، ويجبرها على إتخاذ خطوات جدية تتمثل بإسقاط الشرعية الدولية عنه.

وصراحة فزيارة السفير الأمريكي بنظري، خطوة ذكية من قبل الدبلوماسية الأمريكية، فبالإضافة إلى أنها تمثل رسالة تحذير للنظام بأنه لا مجال لإستخدام القوة المفرطة، وتكرار مجازر سنة 1982، وفي المقابل أيضاً بأن الوقت أمامه حتى يستعيد السيطرة على الأرض بدء ينفذ، فهي أيضاً تحمل في طياتها دعم وهمي للحراك الشعبي قد تستفيد منه الدول الغربية في حال تطورت الأمور في المستقبل، وأصبح من المستحيل إبقاء الدعم والشرعية لهذا النظام، وأيضاً تقدم خدمة مجانية للنظام باستغلال هذا الزيارة لأغراض داخلية، وإتهام الداخل بالعمالة للخارج، متناسياً مباركته لزيارة السفير نفسه إلى جسر الشغور قبل أيامٍ معدودات تحت إشراف سلطاته الأمنية.

وهنا أقول كداعم للثورة السورية:

  • نحن مع أي تحرك سواء عربي أو إقليمي أو غربي أو روسي أو صيني أو أياً كان، يهدف إلى إسقاط الشرعية عن هذا النظام المجرم، وأشدد على أنه لا نريد من أي دولة في العالم أي دعم آخر سوى إسقاط شرعيتها عن هذا النظام، المتأتية بالأساس من الخارج وليس من الداخل، ونرفض أي شيء آخر، فالأمر متروك للسوريين، هم من سيحددون مصير مستقبلهم بأيديهم.

  • تقع على عاتق كل الأنظمة العربية والإقليمية والدولية المسؤولية الأخلاقية عن جميع عمليات القتل والتعذيب وإنتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها النظام السوري منذ بدء هذه الثورة، بفضل دعمهم الصريح أو المبطن له.

  • تتحمل كل الشعوب الحرة والمنظمات المدنية والإنسانية في جميع دول العالم، المسؤولية بقدر ما تستطيع تقديمه لنصرة الشعب السوري.

وأتوجه بالتحية والإكبار لكل الشهداء الأبطال الذين سقطوا وهم يحلمون بغد حرٍ ومشرق، لهم ولأبنائهم، وأخص بالذكر الشهيد البطل ابراهيم قاشوش، الذي قتل بوحشية بعد إستئصال حنجرته التي صدحت بالحق في وجه الظلم والإستبداد.

التعليق على تصريحات وزير الخارجية وليد المعلم

في البداية أقول لكم أني رغبت بالرد على خطاب الرئيس (الفاقد للشرعية) بشار الأسد يوم الإثنين الماضي، لكني لم أجد فيه شيئاً يستحق الرد أو التعليق (ما عدا نقطة واحدة سأشير إليها في سياق التعليق على تصريحات وليد المعلم)، خاصة أنه خلا من أية رسائل موجهة إلى الخارج، واكتفى بتكرار أسطوانة قديمة مشروخة للإستهلاك المحلي، جاءت لتؤكد أن الشعب السوري في وادٍ، والنظام في وادٍ آخر تماماً.

وإليكم بعض ما لفت إنتباهي في حديث المعلم، ومنها الرسائل الموجهة للخارج، وبخاصة أنها صادرة عن رئيس الدبلوماسية السورية، وبعض النقاط الأخرى:

1. يقول المعلم أن سورية ترفض التدخل الخارجي بالشأن الداخلي، وهنا يقصد الدول الغربية وبخاصة فرنسا وبريطانيا اللتان تسعيان إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يدين استخدام العنف من قبل النظام في قمعه للمتظاهرين، وهذا يشير إلى إنقطاع كامل في قنوات الاتصال بين هذه الدول وبين النظام السوري، وأشار إلى أن هذه الدول لم ترسل أحداً للتحدث معهم عن ما يجري على الأرض، بل اكتفوا بمصادر خارجية تنقل لهم الأخبار، كما أكد أيضاً انقطاع الإتصال مع الولايات المتحدة، وهذا يدل على أن النظام بدأ يفقد شرعيته المستمدة أساساً من الدول الغربية وليس الشعب طبعاً.

2. وصف المعلم تركيا بأنها أدارت ظهرها للنظام السوري، وطالبها بإعادة التفكير في قرارها، وهذا يشير إلى فهم خاطئ لطبيعة العلاقات التي بنتها تركيا مع سورية (وليس العكس)، والتي تقوم على المصالح المشتركة لكلا الشعبين السوري والتركي عن طريق حكومتي البلدين، وعندما سار النظام السوري بعكس ما يريده الشعب إختارت تركيا السير مع الشعب السوري وليس النظام، وهذا يدل أيضاً على طلاق شبه نهائي بين تركيا والنظام السوري، مما سيفقد هذا النظام الشرعية الإقليمية في المنطقة، ولا أنسى ذكر تهديد المعلم لتركيا بأن سورية لها حدود طويلة معها تستطيع أن تؤثر فيها!

3. قال المعلم إنه سينسى أوروبا، لم أكن أعلم أن نسيان الواقع وما به من مصاعب سيؤدي إلى زوال هذه المصاعب!! بكل الأحوال هذا الأمر لن يؤدي بالنظام السوري إلا إلى مزيد من الغرق في رمال الثورة السورية المتحركة تحته، والتي مهما حاول الخروج منها بأي إتجاه وعن طريق أي محاولة، سيجد نفسه يزداد غوصاً بها حتى الهلاك.

4. أكد المعلم أن النظام السوري مطمئن لموقف روسيا والصين، وهذا يعني أن الشرعية الوحيدة الباقية لهذا النظام هو من هاتين الدولتين، اللتين لن تلبثا إلا أن تغير مواقفها تجاهه، فالسياسة لا تعرف أصدقاء ولا أعداء بل تقوم على المصالح، وكما تخلت الدول الغربية عن دعم نظام مبارك، سيفقد هذا النظام جميع حلفائه اللذين باتوا يعدون على أصابع اليد الواحدة.

5. وخصوص الشأن الداخلي أكد الوزير أن إيران وحزب الله لا يشاركان بقمع الاحتجاجات كما سماها أحد الصحفيين، بل يدعمان ذلك سياسياً، وهذا إعتراف صريح من قبله بالقمع الذي تمارسه أجهزة الأمن والمخابرات والجيش بحق المتظاهرين العزل.

6. ومما يثير الانتباه في تصريحات المعلم والتي تتقاطع مع النقطة التي ذكرتها في البداية من خطاب بشار الأسد، حيث أكد كل منهما على حراجة الوضع الإقتصادي السوري، حيث قال الأسد أنه يجب على الجميع دعم الليرة السورية، وهذا لم يحصل في أي دولة من الدول العربية التي شهدت حراك شعبياً في ما يسمى بربيع الثورات العربية، وأيضاً تصريحات المعلم بعد يومين فقط من تصريحات رأس النظام، بأن العقوبات الغربية تستهدف لقمة العيش للمواطن السوري، وهي توازي الحرب على سورية، وهذا يؤكد عمق الأزمة المالية التي يشهدها النظام السوري، مع توقف أي موارد للدولة خاصة مع ضعف وتوقف أغلبية قطاعات الإقتصاد السوري عن العمل، واضطرار النظام إلى دفع رواتب إضافية لأفراد الأمن الجدد اللذين عينوا أخيراً، ورواتب لشبيحة النظام وزبانيته، ولكل من يشارك بعمل إضافي بعد عمله الأساسي لدى النظام بمهنة شبيح ليلي، هذا إذا ما أضفنا المصاريف العسكرية التي يتم إنفاقها على قوات الجيش التي تحاصر وتقتحم المدن والقرى في كافة أرجاء البلاد، وهنا لا أستطيع التخمين إلى متى سيستمر هذا النظام بدفع رواتب لكل العاملين لديه، لكني أشعر من تصريحات مسؤوليه المتتالية بقرب هذا اليوم، الذي سيعني انهيار الاقتصاد السوري، والذي سيؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات خاصة من قبل التجار الكبار في السوق، وبالتحديد في دمشق وحلب، وعندها سيكون النظام بحكم المنتهي.

الاسد يصدر عفواً عاماً… إنها بشارة بداية النهاية للنظام السوري!

لعل هذا القرار هو أقوى إشارة سياسية من النظام السوري تؤكد وبوضوح على أنه دخل في مأزق حقيقي لا يستطيع الخروج منه، وأن جعبة حلوله الأمنية والقمعية باءت جميعها بالفشل في إخماد هذه الإنتفاضة الشعبية، التي تطالب بالحرية والكرامة وإسقاط النظام.

دعونا نعود للتاريخ قليلاً.. أعني هنا منذ استيلاء هذا النظام على مقدارت الحياة في سورية لأكثر من أربعة عقود، ونتساءل:

هل إعترف يوماً هذا النظام بوجود معارضة سياسية ؟

هل نال يوماً معارضو هذا النظام منه غير القتل والسجن والنفي؟

هل سبق أن قدم هذا النظام حتى تنازلات بسيطة لمعارضيه، ولو كانت لذر الرماد في العيون؟

لا.. لا.. لا.. وغيرها لاءات كثيرة

السؤال المهم هنا: لماذا إذن اليوم يصدر هذا العفو الذي لطالما طالب به معارضو هذا النظام وغيرهم من حقوقيون وهيئات المجتمع المدني والكثير من الوجوه الشريفة في الساحة السورية؟؟؟

كانوا على الدوام يتمنون على الرئيس الشاب أخذ زمام المبادرة، والسير بسورية إلى طريق التحول التدريجي إلى دولة القانون والحريات، ولعل أبرز هذه المطالبات جاءت من قبل الموقعين على ما يسمى إعلان دمشق للتغيير الوطني والديمقراطي.

الجواب: هو أن هذا النظام اليوم يريد شراء شرعية وطنية له، بعد أن خسر كل أوراقه وسقطت عنه كل شرعية سواء كانت وطنية أو شعبية أو قومية وغيرها من الأكاذيب التي كان يستتر ورائها.

ومن الطبيعي القول أنه بعد سقوط أكثر من ألف شهيد على تراب هذا الوطن، لن يكون لهذا النظام أي شرعية أبداً، ويوماً ما سيحاكم أركان هذا النظام على كل الجرائم التي ارتكبها، ولعل المصادفة اليوم هو موافقة وزيرة العدل الصربية على ترحيل راتكو ملاديتش الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بعد رفض طلب الاستئناف الذي تقدم فيه محاموه وهو المتهم بالإبادة الجماعية وإرتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهي عبرة لمن أراد أن يعتبر.

المطلب الوحيد للشعب السوري اليوم هو إسقاط النظام، قالها بالأمس واليوم، وسيقولها غداً إلى أن يسقط هذا النظام المجرم، ولو كان هنالك نية حقيقية بالإصلاح، لتزامن قرار العفو العام مع قرار بفك الحصار عن المدن السورية، ووقف القمع الهمجي، وسياسة القتل والتعذيب الممنهج.

ونقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها تؤكد أن هذا النظام لا ينوي أبداً الإصلاح، هو ما كشف عنه الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان في تصريحات نقلتها جريدة الوطن اليوم (أيضاً) الممولة من قبل رامي مخلوف، عن أنه لا حديث عن إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تجعل من حزب البعث «الحزب القائد للدولة والمجتمع».

باختصار: إن المهم حقاً في قرار العفو هذا، هو أنه بشارة بداية انهيار هذا النظام وتفككه، وإنشاء الله عاجلاً وليس آجلاً.

اسمح لي أيها السيّد: إنّ سورية الأسد إنتهت إلى غير رجعة… إنّها الآن سورية الحرّة…

مدخل: أشير فقط في البداية إلى أنّ الرأي والموقف السياسي تجاه أي مسألة أو قضية، يتحدد وفق الظروف والمعطيات المحيطة والبدائل المتوافرة، وهنا يجب التفريق بين الرأي المطلق والرأي السياسي، فالرأي المطلق لا يتختلف عليه إثنان، مثاله أن إسرائيل هي عدو الشعوب العربية والمسلمة، لكن الرأي في أسلوب التعاطي مع هذا العدو هو رأي سياسي، يبنى على الظروف والمعطيات والبدائل المتوافرة على أرض الواقع.

وعليه وبناءً على ظروفٍ ومعطياتٍ سياسية كانت سائدة في السابق (قبل ربيع الثورات العربية) دعمنا المقاومة اللبنانية في تصديها للعدو الإسرائيلي، بإعتبارها أنجع السبل المتوافرة على الأرض، للوقوف ضد هذا العدو، وليس هنالك بديل آخر واضح في الأفق، كي ندعو إليه ونتبناه.

لكن ما بعد ربيع الثورات العربية ليس كما قبلها أبداً، الآن إنتفضت الشعوب العربية لتنتزع حريتها وكرامتها وإرادتها وقرارها، ولن يكون هنالك شرعية لأي نظام، إلا من خلال الشرعية المستمدة من الشعب.

اسمح لي أيها السيّد حسن نصر الله، أنّ أرد على خطابك اليوم وأقول لك:

  • النظام السوري سقطت شرعيته بسقوط أول قطرة دم سوريٍّ قتلته أيدي النظام الجبانة.

  • وحتى أبتعد عن التخوين أقول: كل مدرك لجرائم النظام السوري ويدافع عنه فهو كمثله وفي مقامه، وأيديه ملطخة بدماء السوريين الأبرياء تماماً كأيدي النظام.

  • المقاومة التي تتبنى نهجها، يجب أنّ تسمد شرعيتها من الشعوب وليس الأنظمة (وما كان في السابق ذهب إلى غير رجعة)، وإن لم يحدث ذلك، فستسقط هذه المقاومة بسقوط الأنظمة الراعية لها (في حين أنّ الشعب لا يسقط أبداً).

  • قد يكون كل أو بعض مما أتيت على ذكره من أحداث تاريخية عما أنجزته سورية في لبنان صحيح، لكن يجب أن تعلم أن سورية التي تدافع عنها اليوم هي النظام السوري الفاقد للشرعية.

  • لك أن تقول على لسان أركان النظام السوري ما شئت، لكن إسمح لي أن أقول لك: أنه ليس لديك الحق أو التفويض بالتحدث نيابة عن أي فردٍ من الشعب السوري وما قد يؤيده أو يؤمن به أو يراهن عليه.

  • إسقاط النظام المجرم في سورية هو مصلحة لكل سوري ولكل عربي ولكل مسلم ولكل حر ولكل شريف في هذا العالم، الشعب السوري ليس عميلاً لأمريكا أو الغرب أو متواطئ مع إسرائيل، الشعب السوري وطني ومقاوم على مر التاريخ.

  • أمن وإستقرار سورية، وإنعكاس ذلك إيجاباً على المنطقة يبدأ برحيل هذا النظام المجرم القاتل لشعبه.

  • نظامنا ليس مقاومناً وليس ممانعاً كما تقول، بل هي أوراق يستخدمها إلى جانب أوراق أخرى عديدة، في لعبته السياسية التي يجيدها، وهي اللعب على حبال المصالح والتحالفات، بهدف تحقيق شيء واحد، إقناع العالم بأن وجوده (أي النظام) هو صمام الآمان لكل دول المنطقة، وزواله يعني الهلاك الأكيد لهذه الدول وشعوبها، بهدف ضمان إستمرارية وجوده وإكتسابه لشرعية دولية حتى وإن كانت من إسرائيل ألد أعدائه كما يقول.

  • الشعب اللبناني عندما يقف مع الشعب السوري لن يطعن سورية بخاصرتها، بل سيقف وقفة عزة وتضامن وشرف مع شعب يقتل ويذبح بسبب مطالبته بحقوقه الإنسانية المحقة في الحرية والكرامة.

  • وأخيراً وليس آخراً اسمح لي أيها السيّد أن أقول لك: إنّ سورية الأسد إنتهت إلى غير رجعة… إنّها الآن سورية الحرّة…

المنافق علي عبد الله صالح

قال النبي صلى الله عليه وسلم: أربعٌ من كنّ فيه كان منافقاً، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر.

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مثال ذلك:

فهو إن حدث كذب، ولا أظن أحداً يحتاج دليلاً على ذلك.

وإذا وعد أخلف، وكم من مرة وعد بالتنحي وترك منصبه ووافق على التوقيع على اتفاق برعاية خليجية، يقضي بتسليم السلطة إلى نائبه وأخلف، وغيرها من الوعود التي أخلف بها جميعاً، متعللاً بكثير من الذرائع والحجج الواهية، لا أقدم استقالتي حتى تمنحوني الضمانات بعدم الملاحقة القضائية! (وهذا إعتراف مبطن بأنه إرتكب أعمال مخالفة للقانون)، ثم إنه لا يريد التنحي قبل التأكد من تسليم السلطة من بعده إلى أيدٍ أمينة!!!

وإذا خاصم فجر، رأينا ماذا فعل ويفعل بالمتظاهرين العزل الذين يطالبون بحقوقهم في التغير والديمقراطية والسعي لبناء مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، قابلهم بالقوة والبطش، وهاجمهم بالحديد والنار، فقتل من قتل، وأصيب من أصيب، وإعتقل من إعتقل، وكأنهم ليسوا أبناء هذه الأرض، وليسوا أبناء جلدته، بل عدو يجب التخلص منهم!!!!

وإذا عاهد غدر، أيضاً هنالك الكثير من الشواهد على غدر هذا الرجل، وبأقرب حلفائه وأعوانه، حتى إن أغلب أعداء اليوم هم أصدقاء الأمس.

لا أريد سوق الأدلة على نفاق هذا الرجل فهي أكثر من أن تحصى، لكن لدي سؤال يجول في خاطري: ماذا فعلت هذا الأمة حتى يكون ولاة أمورها كأمثال هذا الرجل الذي إجتمعت فيه خصال النفاق؟؟

تعليقاً على جاء في حوار رامي مخلوف مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية

will fight to the end in a struggle that could cast the Middle East into turmoil and even war, warned Syria’s most powerful businessman,

ترجمة: رامي مخلوف “سنقاتل حتى النهاية ويحذر من إضرابات قد تحصل في الشرق الأوسط وربما حرب”

عفواً من أنتم؟؟ رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري ورجل أعمال قوي لكنه لا يملك أي منصب في المؤسسات التي تدير الدولة في سورية، أم هو إعتراف صريح بأن سورية مزرعة خاصة لآل الأسد، ولا توجد هنالك مؤسسات تدير الدولة ولا يحزنون؟؟؟

If there is no stability here, there’s no way there will be stability in Israel

They should know when we suffer, we will not suffer alone

ترجمة: رامي مخلوف “اذا لم يكن هنالك استقرار هنا (سورية) لن يكون هنالك استقرار في اسرائيل”

ترجمة: رامي مخلوف “يجب أن يعلموا أنه عندما نعاني، لن نعاني بمفردنا”

بعد أن إتضح أنّ رامي مخلوف هو أحد ملاك الدولة السورية ومتخذي القرار فيها، هل هذا تهديد للغرب لحماية مصالحها المرتبطة باستقرار اسرائيل عن طريق دعم النظام السوري، الذي يتضح أن مهمته هي حماية حدود الوطن القومي لليهود (اسرائيل)؟؟؟!!!

The decision of the government now is that they decided to fight

ترجمة: رامي مخلوف “قرار الحكومة الآن هو القتال”

ضد من؟؟؟ الشعب الذي خرج يطالب بأبسط حقوقه الإنسانية “الحرية والكرامة”؟؟؟؟

policies were formulated as “a joint decision

We believe there is no continuity without unity

each one of us knows we cannot continue without staying united together

ترجمة: رامي مخلوف “تصاغ السياسات بقرار مشترك”

ترجمة: رامي مخلوف “نحن نؤمن بأن لا استمرارية دون وحدة فيما بيننا”

ترجمة: رامي مخلوف “كل واحد منا يعلم أنه لا يمكن أن نستمر دون البقاء متحدين معاً”

هذا لا يدع مجال للشك بأن جميع أركان النظام متوافقون على قمع المظاهرات بأي وسيلة، بمن فيهم رأس النظام بشار الأسد.

We will not go out, leave on our boat, go gambling, you know

We will sit here. We call it a fight until the end

ترجمة: رامي مخلوف “أنت تعلم أننا لن نخرج، لن نغادر زوارقنا، سنقامر”

ترجمة: رامي مخلوف “سنجلس هنا، إنها معركة حتى النهاية”

معركة حتى النهاية ضد الشعب!

الشعب أبقى من حاكمه.

رابط الحوار مع صحيفة نيويورك تايمز